كل شيء عن البازار الكبير في إسطنبول أو جراند بازار الذي يعد من أبرز المقاصد السياحية المصنوعة من الخشب والتي كان لها اهمية كبيرة فيما مضى، لكنه تعرض للعديد من الحوادث كالحرائق والحوادث الطبيعية، وتم ترميمه عدة مرات لأنه كان من الصعب جدًا أن ينمو الاقتصاد بدون البازار الكبير، فقد كان نقطة اقتصادية عالمية. أما اليوم عندما تقرر زيارة إسطنبول في جولة سياحية لا بد لك من زيارة البازار الكبير لشراء العديد من السلع والإكسسوارات والمصنوعات اليدوية الأصلية. فضلًا عن التوابل والمأكولات التركية، ولكن يجب عليك الاطلاع على كل شيء عن البازار الكبير في إسطنبول أولًا كي لا تكون داخل متاهة. لذلك دعنا نتعرف سويةً على البازار الكبير في إسطنبول بتاريخه، وأقسامه، وكيف يمكن الوصول إليه، والتجول داخله.
البازار الكبير في إسطنبول
منذ عام 1460 عندما بدأ السلطان محمد الفاتح في بناء البازار الكبير في إسطنبول وحتى التسعينات كان البازار الكبير مكانًا هامًا للتسوق لدى سكان إسطنبول، وكان ومازال الوجهة الأولى لأي عملية شراء من أي نوع، فالبازار يضم كل شيء من أثاث للمنازل والهدايا الثمينة كالذهب وغيرها والألبسة، وجميع السلع التي لا تتواجد في السوق ستجدها في البازار الكبير. لذلك هو من أكبر الأسواق التاريخية عالميًا حيث يضم البازار الكبير 4000 متجرًا و500 كشكًا وله 22 بوابة.
وعلى مر السنوات ومع افتتاح مراكز تسوق حديثة ودخول العلامات التجارية إلى السوق والتغييرات في عادات التسوق والاستهلاك لدى الناس تم إهمال البازار الكبير في إسطنبول ولكنه لم يفرغ أبدًا من السياح، فمازال الوجهة الأولى لجميع السائحين القادمين إلى إسطنبول لمشاهدة الأماكن التاريخية والحصول على بعض القطع التذكارية.
وقبل التغيّر في نسبة العرض والطلب ومع تغييرات حالة الناس المادية كانت المتاجر التي تبيع السجاد والذهب والتحف تضم العديد من الأكشاك التي تبيع الساعات والحقائب والقمصان الرياضية المقلدة للسياح، وعلى الرغم من تلك التغييرات فلا يزال بالإمكان إيجاد منتجات عالية الجودة وأصلية في عدة أقسام من البازار الكبير.
اليوم أصبح البازار الكبير في إسطنبول رمزًا للهوية الوطنية وساحة للمنافسة الدولية، ومكان يحتفظ داخله بنبض اقتصاد البلاد فهو الوجهة الأولى لكل الأشخاص عندما ترتفع العملة أو تسوء الأمور المادية.
كل شيء عن جراند بازار في إسطنبول
يوجد العديد من الأمور التي يجب معرفتها في البازار الكبير في إسطنبول إليكم أبرزها:
الدخول إلى البازار الكبير في إسطنبول
اختر إحدى البوابات للدخول فهو يملك 22 بوابة، حيث تعد بوابات بايزيد، وجارشيكابي، وتشوهجيهان، والجواهريون، ومحموت باشا، ونوروسمانيه ، وأوروكولر، وسيبيتشيهان، وتاكيسيلر، وتافوكبازاري، وزينسيلر من أكبر البوابات لكن البوابتين الأكثر استخداما هما بيازيد ونور العثمانية لأن الشارع الرئيسي في البازار، يمتد بين هذين البوابتين
الأسعار في جراند بازار في إسطنبول
لا تنخدع باللافتات والملصقات وتذكر أنه يمكنك دائمًا المساومة في البازار الكبير، وفي حال لم يعجبك العرض انتقل إلى متاجر أخرى، ومن المحتمل أن تجد نفس المنتج في 10 متاجر أخرى، وإذا أعجبك أحد المتاجر فالتقط له صورة و اعرف كيفية الوصول إليه ليمكنك العودة إليه لاحقًا.
مع العلم أن أصحاب المتاجر في البازار الكبير خبراء في المبيعات، وإن صفة “نشأ في البازار الكبير” هي بمثابة دكتوراه من جامعة هارفارد لمندوب مبيعات. فحتى إذا نظرت إلى المنتج سيعملون بـ طاقتهم القصوى لمحاولة بيعك ذلك المنتج، حيث يتم تحضير كل شيء ليكون جاهزًا للتجربة والبيع. وستمر بمرحلة سيئة في حال غادرت دون أن تشتري رغم إصرار ومحاولات البائعين، لذلك لا تعتقد أنك تستطيع أن تدخل وتخرج دون أن تشتري شيئًا مع خبرة مندوبي المبيعات تلك.
متاجر الملابس في جراند بازار في إسطنبول
إذا كنت من محبي الملابس الأوروبية متوسطة الثمن، فسيتعين عليك زيارة المتاجر الإسبانية، وفي هذا القسم ترفع القبعات للسيدات اللواتي يبحثن عن ملابس من أصول أوروبية تراثية من قبل أصحاب المتاجر، كنوع من الاهتمام والاحترام للزبائن مع احتراف عالي للمصطلحات التسويقية يجعل أي شخص يقدم على الشراء.
الأقسام الخاصة في البازار الكبير في إسطنبول
يوجد في قلب البازار الكبير قسم مبني من الحجر المقطوع، ويحتل مساحة 1365 متر مربع من المساحة المغطاة التي تم بناؤها عام 1461 في عهد محمد الفاتح، وهو الجزء الأكثر خصوصية في البازار الكبير، حيث يوجد العديد من تجار المجوهرات والصاغة والمتاجر الأثرية وحتى اليوم ما تزال كذلك.
قسم المنسوجات في غراند بازار في إسطنبول
تم بناء قسم المنسوجات في عهد محمد الفاتح بمساحة 1280 متر مربع، وهو مكان يوجد فيه جميع أنواع المنسوجات والغزل والسجاد في ذلك الوقت، واليوم يوجد العديد من المتاجر لبيع تلك المنسوجات والحقائب، كما تقام فيه المزادات على الأشياء الثمينة والسجاد الأصلي.
فنادق البازار الكبير في إسطنبول
يوجد في البازار الكبير 11 نزلًا تم إنشاءهم لاستيعاب المشترين والبائعين من جميع أنحاء العالم. مثل (ربيع – يارمتاش – ايفليا – آغا – استارشي – صراف – بويوك سافران – كوجوك سافران – جوكور – زينجيرلي وفاراكجي) وهم مغلقون حاليًا. و 5 فنادق مفتوحة أُخرى مثل (سورغوتشلو – بودروم – سيبيتشي – تشوهاجي – إيس سيبجي) حيث يمكن للجميع الدخول والخروج بسهولة.
أسواق الذهب في غراند بازار في إسطنبول
إن البازار الكبير له تأثير كبير على أسعار الأسواق، فهو المكان الأكثر سخونة في تجارة الذهب منذ عهد الإمبراطورية العثمانية وحتى الجمهورية، ويقال إن أصغر خزنة للمجوهرات في البازار الكبير تحتوي على 20 كغ من الذهب الخالص.
وباعتبار أنه يتم البيع والشراء بالعملات الأجنبية والذهب، فإن البورصات والبنوك تراقب بشكل كبير الأسعار في البازار الكبير، وقبل الإنترنت كان يطلق على البازار الكبير اسم “سوق الأوراق المالية” لأن بائعي العملات الأجنبية كانوا يتجولون مع أجهزة الراديو ويبلّغون عن أفضل الأسعار في البازار الكبير.
متاجر البازار الكبير في إسطنبول
هناك العديد من المتاجر التي تستحق الزيارة في البازار الكبير في إسطنبول، والتي يمكنك شراء الكثير من السلع التي يمكن شراؤها مثل:
- البلاط.
- الفخار.
- القطع الكلاسيكية.
- منتجات الزجاج.
- الجلود.
- المنسوجات ومنتجاتها.
- أدوات الاستحمام والصابون الطبيعي وغيرها.
- الأقمشة المنسوجة يدويًا والأقمشة العالمية.
- السجاد والبسط.
- التحف والآثار.
- المجوهرات.
- الفنون التقليدية.
المطاعم في سوق جراند بازار في اسطنبول
يعمل حوالي 22 ألف صاحب متجر يوميًا في صنع الطعام وبيعه في البازار الكبير في إسطنبول. ومن أشهر المطاعم في البازار الكبير هي:
- غازي عينتاب بورك أوكاكباسي.
- مطعم مصطفى لكرات اللحم.
- مطعم بيليزا.
- مطعم ومسبح Havuzlu.
- مطعم بحر.
- مطعم صبحي.
- مطعم الخبير فخري.
- مطعم أصلان.
- مطعم 1741.
تعرف على : القرية العالمية دبي 2024 متى تفتح واوقات العمل واسعار التذاكر
أماكن شرب القهوة في سوق جراند بازار في إسطنبول
لا بد من أخذ استراحة وتناول الشاي أو القهوة بعد جولة مُتعِبة في البازار الكبير في أحد المقاهي الشهيرة التالية:
- قهوة شرقية.
- مقهى فاس.
حقائق عن غراند بازار في إسطنبول
- في البازار الكبير في إسطنبول تم تخصيص كل شارع لمجموعة من المسوقين، لذلك تم تسمية كل الشوارع بحسب المهنة. على سبيل المثال، شارع المرايا، شارع الحصائر، شارع الأقفال، شارع الحرير، شارع الفراء واللحافات، شارع الأحذية، شارع الأدوات والمعدات. ولكن اليوم تتلاشى تلك الأسماء شيئًا فشيئًا حيث استلمت النقابات المهنية الإشراف على التجارة والعلاقات التجارية. فلاا يمكن بيع المنتجات إلا بسعر الحكومة كما تم حظر الإعلانات.
- انتقلت معظم المهن والمحلات التجارية من الأب إلى الأبناء في البازار الكبير. لذلك فإن المحلات مبنية على الثقة مع الناس على مدى أجيال لدرجة أن الناس كانوا يعطون أموالهم لأصحاب المتاجر ليحتفظوا بها كـ بنك. لا سيما وأن البازار كان مكانًا مشدد الحراسة ليلًا نهارًا، وفي ذلك الوقت لم تكن المحلات على شكل غرف كما هي اليوم، فقد كانت الرفوف بمثابة واجهات للعرض يجلس أصحاب المحلات أمام تلك الرفوف مباشرةً. وكانت المتاجر تسمى “الحجرات” بمساحة 1.8 – 2.4 مترًا وعمقها 0.91 – 1.22 مترًا، وفي نهاية اليوم يتم إغلاق المحلات بالستائر وتغلق الخزائن.
- كانت تباع المنتجات الثمينة مثل المجوهرات والأسلحة النادرة، وفي بعض الأقسام عادت تجارة الحرير إلى الظهور، وعادت تجارة قماش “الصندل” وهو نوع من الأقمشة المصنوعة من الحرير والقطن.
- لم يكن هناك مطاعم في البازار الكبير في العصور الوسطى، فقد كان يحضر الجميع طعامهم معهم، وتقام مآدب الطعام، وكانت الأطعمة تقتصر على الدونر، والكباب، وصدر الدجاج، مع مختلف أنواع الحلويات.
- إن البازار الكبير معقد للغاية بحيث لا يمكن تصنيفه، وهو مكان تاريخي ونشيط ومحمي، ويتمتع بمساحات خاصة وعامة، حيث إن المحلات تعود ملكيتها للتجار، بينما الأسوار للدولة، والطرق للبلدية.
تعرف على طريقة : حجز عبارة فرسان
الأمن في البازار الكبير في إسطنبول
كانت الإجراءات الأمنية مشددة للغاية في البازار الكبير وكانت السرقة نادرة للغاية. فقد اهتزت إسطنبول عندما تم سرقة 30 ألف قطعة نقدية ذهبية من إبستين عام 1591، وتم إغلاق البازار الكبير لمدة أسبوعين بسبب التحقيق، ونتيجةً لذلك تم العثور على السارق وكان بائع مسك تم إعدامه لاحقًا.
ووفقًا للقانون في العهد العثماني كان على المسلمين ارتداء أحذية صفراء. أما اليونانيون والارثوذوكس فيرتدون أحذية باللون الأزرق، أما اليهود فيرتدون أحذية باللون الأسود، أما الأحذية باللون الأحمر فكانت للأرمن. وكانت تباع تلك المنتجات في سوق مخصص يحتوي على آلاف الأحذية.
ساعات عمل البازار الكبير في إسطنبول
كان يفتح البازار الكبير متاجره 6 أيام في الأسبوع، أما اليوم فهو مفتوح يوميًا من الساعة 8:30 صباحًا وحتى الساعة 7:00 مساءً، وتُغلق المتاجر جميعها في المناسبات والأعياد والعطل الرسمية.
مع العلم أنك ستحتاج إلى 3 ساعات على الأقل لزيارة كل ما في البازار الكبير، بما في ذلك احتساء القهوة وتناول الطعام. كما أن الدخول إلى البازار مجاني تمامًا ولا يحتاج إلى أي رسوم دخول.
كيف تزور جراند بازار في إسطنبول
أفضل مرحلة ستمر بها هي عندما تضيع في البازار الكبير دون القلق أو التفكير بشيء سوى المشاهدة، وإذا كنت جديدًا في البازار الكبير فمن المحتمل أنك ستضيع، حيث يوجد العشرات من الشوارع وجميعها تبدو متشابهة جدًا، ومن الصعب أن تذهب إلى شارع معين في البازار الكبير دون الحصول على المساعدة من أصحاب المتاجر، وإلا فستجد نفسك داخل متاهة.
بشكل عام يوجد شارعان رئيسيان لا يخلوان أبدًا من الزوار، ويربطان البازار الكبير من الطرف إلى الطرف الآخر، وهما شارع “Kalpakcılar” على المحور الأفقي وشارع “Oilmen” على المستوى العمودي.
يربط شارع “Kalpakcılar” بوابات “نور العثمانية” و”بيازيد” كما أن شارع “Yaglikçılar” يربط بوابات “Çarşıkapı” و “Örücüler”، ويوجد في هذا الشارع ساحتين للصلاة يستخدمها أصحاب المتاجر للصلاة قبل بدء العمل,
كيف تصل إلى سوق جراند بازار في اسطنبول
نظرًا لموقع البازار الكبير القريب من مناطق الجذب السياحي، وكونه يملك بوابات دخول مختلفة، فإن النقل إليه مريح جدًا ويمكنك الوصول إليه دون الدخول بالازدحام.
- في حال كنت تستخدم وسائل النقل العام أيًا كانت المحطة التي تتخذها على خط قطار ترام، ستنزل في محطة “Beyazıt”، ويمكنك ركوب الحافلة التي تذهب مباشرةً إلى ساحة “Beyazıt” من مواقع كثيرة من اسطنبول.
- إذا كنت قادمًا من الجانب الأناضولي فسيأخذك طريق “مرمرة” إلى “سيركجي”. ويمكنك الانتقال في القطار من سيركجي لتنزل في في “Beyazıt”.
- في حال أخذت تكسي أجرة فهناك عبّارات مباشرة من Üsküdar و Kadıköy إلى Eminönü ، ويوجد قطار ترام أمام ميناء العبّارات مباشرة، حيث يجب أن تأخذ القطار في اتجاه Bağcılar.
- إذا كنت قادمًا بسيارتك الخاصة فهناك مواقف للسيارات حول ساحة “Beyazıt Square”. وخلفها بقليل، ويوجد موقف للسيارات بالقرب من قصر توبكابي. ويوجد أيضًا بعض مواقف السيارات حول المدارس الثانوية في منطقة السلطان أحمد.
ختامًا وبعد الحديث عن كل شيء عن البازار الكبير في إسطنبول، يمكن القول إن هناك الكثير من الناس تميل إلى العواطف في عملية التسوق، وتفضل الشراء من المتاجر القديمة ولا تفضل متاجر التسوق الفخمة والحديثة، لأن رابطة العاطفة مع الماضي دائمًا ما تلعب دورًا هامًا في أي نشاط يقوم به الإنسان. ولهذا نرى في وقتنا الحالي أن جذب العواطف في حملات التسويق هي من أولى الخطوات التي يدرسها المسوقون.