حماية نيلنا والمحافظة عليه من التلوث هي مسؤولية تقع على عاتق جميع المصريين، ولا يقل دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث أهمية عن دور الحكومة ودورنا نحن كبالغين. فنهر النيل هو من أطول أنهار العالم، بجانب أهميته لمصر إلا أنه يمر بحدود 10 دول إفريقية ويمد الكثير من الدول بالمياه، ولذلك فإن مشكلة التلوث تهدد أمننا جميعاً. دعونا نلقي الضوء على هذه المشكلة وطرق حلها في هذا المقال.
دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث
دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث مهم وفعال للغاية من خلال استغلال طاقات التلاميذ وحماسهم. دعونا نتعرف على ما يمكن أن يقوم به التلميذ للحفاظ على النيل في السطور التالية:
- تشجيع التلاميذ على عمل ندوات وحلقات مناقشة لشرح ما يسببه التلوث من مخاطر وأثره علينا جميعاً.
- كتابة التلاميذ قصص قصيرة، وأبحاث، ومواضيع تعبير عن دور نهر النيل في حياتنا وأثر التلوث علينا، ونشرها في صحيفة المدرسة أو على وسائل التواصل الاجتماعي.
- قيام طلاب المدارس والجامعات بحمل حملات تطوعية لتنظيف نهر النيل من النفايات ومصادر التلوث.
- تعاون التلاميذ فيما بينهم وعمل مسرحيات عن قضية تلوث نهر النيل، وإيصال الرسالة لأكبر عدد من الناس.
- تنظيم التلاميذ لرحلات للشركات والمصانع التي تلقي نفاياتها في نهر النيل لتوعية العاملين بها بخطورة ما يقومون به، وآثاره السلبية على حياة جميع الكائنات الحية.
- استغلال التلاميذ ما لديهم من علم ووعي لتوعية جميع المحيطين بهم في بيئتهم لزيادة الوعي بين الناس، وتقليل فرص حدوث التلوث.
شاهد أيضاً: دور الطالب في حماية النيل من التلوث وما يترتب عليه من مخاطر
أنواع ملوثات نهر النيل
بعد أن تعرفنا على دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث دعونا نلقي نظرة على أسباب تلوث نهر النيل، أو أنواع الملوثات التي تسبب مشكلة التلوث فيما يلي:
المخلفات العضوية
تتكون هذه المخلفات العضوية في المبيدات والأسمدة المستخدمة في الزراعة، وتكمن خطورة هذه المواد في أنها قد تتسبب في حدوث التسمم للأسماك، وبالتالي للإنسان.
مياه الصرف الزراعي
يتم تصريف حوالي 67 مصدر للصرف الزراعي في مياه النيل، وهذا ما يهدد حياة الأسماك بسبب ما تحويه هذه المياه من مواد كيميائية ضارة مثل: الأملاح، والملوثات السامة، والملوثات العضوية وغير العضوية.
مخلفات المصانع
تقوم الكثير من المصانع بصرف مخلفاتها في مياه النيل، وهذه المخلفات هي الأكثر خطورة سواء على الكائنات الحية التي تعيش في النيل، أو حتى على الإنسان الذي يشرب من مياه النيل. ويرجع ذلك إلى محتوى هذه المخلفات من الكيماويات مثل المعادن الثقيلة أهمها: الأمونيا، والكادميوم، والرصاص.
المواد النفطية
من الملوثات الخطيرة أيضاً على نهر النيل، وتتركز هذه الملوثات في فصل الصيف بسبب زيادة معدل التبخر، ومن أهم مصادر التلوث النفطي: أحواض السفن، ومحطات توليد الكهرباء، ومناطق توزيع النفط.
ملوثات أخرى
توجد العديد من مصادر التلوث الأخرى أهمها: مياه الصرف الصحي، وجثث الحيوانات النافقة، وإلقاء القمامة في المياه، والمواد المشعة، والسلوكيات الشخصية الخاطئة.
نتائج تلوث مياه نهر النيل
تظهر أهمية دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث في التقليل من النتائج التي تسبب بها تلوث النيل على مدار سنوات عديدة، نتعرف على هذه النتائج فيما يلي:
- أدى التفاقم في مشكلة التلوث وإلقاء مخلفات المصانع بالأخص بكميات مبالغ فيها على مدار سنوات إلى أن كمية الملوثات الآن قُدرت حسب ما أقرته المنظمة العالمية لحقوق الإنسان بحوالي 5 مليون طن سنوياً.
- أثر التلوث على حياتنا بشكل كبير لدرجة انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض المزمنة والخطيرة مثل: فيروسات الكبد الوبائية، والكوليرا، والبلهارسيا.
- ظهور أعداد ضخمة من المصابين بأمراض سببها التلوث في الآونة الأخيرة، وأهمها: الفشل الكلوي، وأمراض السرطان المختلفة. ويرجع ذلك إلى شرب المياه الملوثة، وتناول المحاصيل المروية بهذه المياه.
أثر نهر النيل في انتعاش السياحة
من خلال موضوعنا دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث نتحدث عن الأثر الكبير الذي يلعبه نهر النيل في انتعاش السياحة في مصر الآن.
فضلاً عن أن نهر النيل هو السبب الأول والرئيسي في قيام الحضارة المصرية الفرعونية القديمة والتي هي أساس السياحة في مصر الآن، إلا أن النيل يلعب دور هام في تنشيط السياحة حديثاً.
حيث أن نهر النيل هو الممر الرئيسي الذي تسير فيه السفن والبواخر السياحية التي تحمل السياح، وهذا يُدر أموالاً طائلة بفضل ما تدفعه هذه السفن للمرور من خلاله، كما أن وجود المناظر الطبيعية الخلابة على ضفتي النيل تجعله مكان جذب للكثير من السياح لأخذ جولة خلاله والتمتع بهذه المناظر.
طرق المحافظة على نهر النيل
بجانب دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث هناك دور هام لابد أن نؤديه جميعاً للمحافظة على نيلنا، وتقليل نسب التلوث. وفي السطور التالية أهم الطرق والتوصيات التي تساعدنا على ذلك:
- تشديد العقوبات وسن القوانين الصارمة التي تعاقب كل من يتسبب في تلويث مياه النيل سواء كانوا أشخاصًا بعينهم أو جهات.
- تطوير وسائل ري الأراضي والمحاصيل بوسائل ري حديثة تقلل من نسب المياه المُهدرة.
- قيام وزارة البيئة والزراعة والري بنشرات إعلامية لتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على مياه النيل.
- تقنين استخدام المبيدات والأسمدة بشكل مبالغ فيه للمحاصيل الزراعية.
- تخصيص حاويات وأماكن مخصصة لإلقاء القمامة بداخلها بدلاً من إلقائها في مياه النيل، وتوزيع هذه الحاويات على طول مجرى النيل.
- تقليل المساحات الزراعية والمحاصيل التي تستلزم كميات ضخمة من مياه النيل لريها.
اقرأ هنا: كيفية التسجيل في برنامج المعلمون اولا
في نهاية حديثنا عن دور التلميذ في المحافظة على نهر النيل من التلوث نوضح أن حماية نهر النيل والمحافظة عليه هي واجب مفروض علينا جميعاً، وتحتاج إلى تكاتف جهود الجميع أفرادً وهيئات ليس فقط لأن ذلك يؤثر على السياحة في مصر، بل لأن النيل هو شريان الحياة، وبدونه تصبح حياة جميع الكائنات الحية في خطر.