على الرغم من بساطة شروط اختيار الصحبه الكريمه إلا أن العثور عليها في شخصٍ واحد أمر في غاية الصعوبة، فالخِل الوفي من المستحيلات الثلاث التي تحدّث عنها العرب في قديم الزمان. لذلك فإن زرع هذه الصفات البسيطة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان الكريم في نفوس أطفالنا سنرتقي بالمجتمع. فكما نعلم جميعًا لكي تحصل على صديق يجب أن تكون أنت الصديق، لذلك حاول دائمًا أن تبدأ بنفسك.
ما هي شروط اختيار الصحبه الكريمه
ما هي شروط اختيار الصحبه الكريمه
شروط اختيار الصحبه الكريمه في الأساس عبارة عن صفات يجب أن يتمتع بها الشخص قبل التفكير بالتعامل معه أو ائتمانه على أسرارك. وهذه الشروط هي:
يجب أن يتمتع بالصدق والأمانة والوفاء، وأن يكون كريم ومعطاء.
يجب أن يكون متدين قريب من الله ويقربك منه في حال شعر بابتعادك عن المسار الصحيح شيئًا فشيئًا.
السعي لخدمة صديقه ومساعدته في أوقاته الصعبة.
حب الخير للغير وابتعاده عن الأنانية.
مؤتمن على خواص الناس وأنماط العلاقات معهم.
أن يكون نافعًا لنفسه بعيدًا عن الكسل.
الالتزام بالمواعيد ومعرفة قيمة كل دقيقة في الحياة.
يتصف الصديق الصالح بأسمى الصفات وأكثرها خلقًا وقيمًا، وتتمثل هذه الصفات فيما يلي:
الاستماع إلى صديقه دون مقاطعته ومشاركته في آلامه وأحزانه.
قول الحقيقة دومًا حتى لو كان على خطأ، فالصدق بين الأصدقاء تعزز من رابط المحبة والوفاء بينهما.
حفظ الود حتى في حال حدوث مشاكل.
الاتصال المستمر بين الرفقة على الرغم من البعد.
تستطيع الاعتماد عليه دومًا.
الثقة والأمانة.
تقديم النصيحة الصحيحة للصديق عندما يحتاجها.
قبول الاعتذار من صديقه في حال أخطأ بحقه.
يتمنى الخير الدائم لصديقه وكأنه يتمناه لنفسه.
ذو سمعة طيبة بين الناس.
عاداته سامية ومتدين.
الصديق الصالح كالمرآة لصديقه، ليكشف له نقاط ضعفه وقوته.
فضل الصحبة الكريمة في الإسلام
الصحبة الكريمة هي التي تدفع الإنسان إلى الخير وفعل الأشياء النبيلة، وتقربه من طريق الإيمان والإصلاح. فيبتعد عن الشر وما نهانا عنه الله عز وجل ورسوله الكريم. وخير الناس من يساهم في هداية غيره. كما أن الصحبة من أهم الروابط التي حث عليها الإسلام فقد وعد الله تعالى المتحابين في الله بظله يوم القيامة وذلك بقول الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه الشريف: “سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ في خَلَاءٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا في اللَّهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما صَنَعَتْ يَمِينُهُ”.
بالإضافة إلى أن الإنسان يتغير بمن حوله ويلتفت للآراء المختلفة، فيتأثر حتى في دينه ولذلك ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام في حديثه “الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ”. بالإضافة إلى أن الله عز وجل وصف في كتابه الكريم الخليل السيء والخليل الذي يتقي الله وذلك في قوله تعالى “الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ”. وإن دلَّ هذا على شيء فهو البحث عن الصديق الصالح والتقي لأنه يساعد ويساند على إقامة الدين وتقوى الله.
لأن الصحبة الصالحة هي التي تساعد على الوصول إلى القمة. فمهما كانت العقبات صعبة الصديق الوفي سيدفع بصديقه نحو الأعلى من خلال تشجيعه والوقوف معه في حل أزماته؛ فلا يبقى في أوقات الشدة سوى الأصدقاء الحقيقين.
كم هو محظوظ ذاك الذي خرج من هذه الدنيا بصاحبٍ كريمٍ يقف بجانبه في أصعب لحظات حياته. فمن السهل الحصول على أصدقاء في لحظات المتعة والمرح ولكن في الشدة يبقى القلائل وحينها ندرك معنى أن تكون شروط اختيار الصحبه الكريمه أساس أي علاقة قد يبدأ بها الإنسان.
