عندما نتحدث عن الحفاظ على نهر النيل فإن دور الطالب في حماية النيل من التلوث مهم للغاية؛ فلقد تعلمنا منذ الصغر أن نهر النيل كان ومازال هو شريان الحياة في مصر منذ القدم، وهو السبب الأول والرئيسي في قيام الحضارة الفرعونية العريقة، لذا فإن المحافظة عليه من التلوث هو أمر واجب على كل المصريين بداية من التلاميذ الذين هم مستقبل الأمة. لذا دعونا نتعرف على كيفية حماية نيلنا من التلوث.
في ظل المشكلة الكبيرة التي تواجهنا نحن المصريون جميعاً وهي تلوث نهر النيل، ما هو دور الطالب في حماية النيل من التلوث؟ الإجابة في السطور التالية:
يمكن للطالب بما يحصل عليه من علم ووعي توعية زملائه والمحيطين به في بيئته بأهمية نهر النيل، وتوعيتهم بخطورة إلقاء النفايات والملوثات فيه.
قيادة حملات توعية للمصانع والشركات التي تلقي نفاياتها في نهر النيل بخطورة هذا على النيل، وأثر التلوث على المجتمع بأكمله.
يمكن أن يعقد الطالب ندوات في مدرسته أو جامعته التي يتعلم فيها لتعريف غيره من الطلاب والمعلمين بخطورة التلوث على حياتنا، وما قد يتسبب به تلوث نهر النيل من مخاطر وأضرار جمة.
عمل لوحات ولافتات توعوية تحتوي على عبارات تحث الناس على الحفاظ على نظافة نهر النيل، ومنع أي جاهل من تلويثه.
كتابة مواضيع تعبير وأبحاث عن أهمية نهر النيل ودوره في حياتنا، وما يتسبب به إلقاء النفايات والحيوانات الميتة من مخاطر عديدة ليس فقط على الإنسان بشكل مباشر، بل حتى على المحاصيل التي يتم ريها بمياه النيل، وعلى التربة، والحيوانات، وجميع الكائنات الحية.
يمكن أن يستخدم الطالب وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال صوته للجميع بضرورة المحافظة على نهر النيل ليس فقط بسبب تأثير التلوث على حياتنا، ولكن أيضاً لتأثير هذا التلوث على حضارتنا العريقة والسياحة.
بعد أن تحدثنا عن دور الطالب في حماية النيل من التلوث، دعونا نتعرف على أهم الملوثات التي تهدد نهر النيل وتشكل خطراً على حياتنا جميعاً:
إلقاء المخلفات الصلبة في نهر النيل، ونفايات القوارب النهرية وقوارب الركاب، بالإضافة إلى الحيوانات الميتة والمتعفنة.
تصريف عوادم المصانع والمياه العادمة المنزلية التي تم معالجتها بشكل جزئي، أو التي لم تُعالج كلياً.
اختلاط الأسمدة ومخلفات المبيدات الزراعية العضوية والكيميائية بمياه النيل.
إلقاء المخلفات الصناعية في المياه بما تحتويه من معادن ثقيلة تعرض الحياة البحرية وحياة الإنسان لخطر التسمم وتلوث البيئة، ومن أهم هذه المعادن: الكادميوم، والرصاص.
تسرب المواد النفطية والإشعاعية الخطيرة من السفن والمصانع إلى مياه النيل.
المخاطر التي تحاصر نهر النيل
ليس فقط التلوث هو المشكلة الوحيدة التي تهدد نهر النيل وإن كان التلوث هو أخطرها، ولكن في إطار حديثنا عن دور الطالب في حماية النيل من التلوث دعونا نتعرف على أهم المخاطر الأخرى التي تحاصر نهر النيل:
الزيادة السكانية
تظهر مشكلة الزيادة السكانية واضحة في القارة الافريقية، خاصة في دول حوض نهر النيل. وهذا ما يؤثر على منسوب النيل، ويزيد من نسبة التلوث، حيث يزداد التلوث كلما تقدم البشر، ويظهر ذلك بشكل أكبر في المدن والمجتمعات الحضرية أكثر من الريف.
توسع الزراعة
من أهم المخاطر التي تحدق بنهر النيل هو التوسع الزراعي بصورة أفقية، والري الجائر للأراضي، والقيام باستصلاح المزيد من الأراضي غير المزروعة.
التغيرات المناخية
من التهديدات المباشرة على نهر النيل، حيث أن هناك بعض من دول حوض النيل تندر فيها كمية الأمطار فينخفض منسوب نهر النيل بشكل ملحوظ. وعلى النقيض هناك دول أخرى زاد فيها معدل الأمطار بصورة ملحوظة بعد أن كانت نادرة المطر.
دورنا في حماية النيل
بجانب دور الطالب في حماية النيل من التلوث هناك دور يجب أن نؤديه جميعاً ونتكاتف لحماية نهر النيل والحفاظ عليه. نتعرف فيما يلي على أهم الحلول العملية لحماية النيل:
قيام البرلمان المصري بسن قوانين رادعة تحاسب جميع المصانع التي تلقي مخلفاتها في نهر النيل وتتسبب في التلوث.
فرض عقوبات حازمة وغرامات مالية على أي شخص يتم مشاهدته وهو يلوث مياه النيل بأي من طرق التلوث.
توفير حاويات وأماكن يتم وضعها على امتداد ضفاف نهر النيل لإلقاء المخلفات والقمامة بها بكل أنواعها، بدلاً من رميها في النيل.
تشجيع القيام بحملات تطوعية لتنظيف مياه النيل من القمامة وجميع أنواع المخلفات الملقاة فيها.
تحديث وتطوير الوسائل المستخدمة في ري المحاصيل والأراضي الزراعية لتقليل الكمية المستهلكة من مياه النيل في عملية الري.
تحلية وتنقية مياه الصرف الصحي بدلاً من رميها في النيل، وأيضاً تحلية مياه البحار واستخدام كلاً منهما في مجالات مختلفة.
من أهم وسائل نشر التوعية بأهمية الحفاظ على نهر النيل من التلوث هي عن طريق تعريف الناس بالأهمية الاقتصادية التي يلعبها نهر النيل منذ القدم وحتى الآن. وفي إطار حديثنا عن دور الطالب في حماية النيل من التلوث نتعرف على هذه الأهمية:
نهر النيل هو السبب الرئيسي في ازدهار ونمو الزراعة في مصر القديمة ومصر الحديثة، حيث أنه هو مصدر المياه الأساسي في مصر، وساعد على ازدهار المحاصيل بفضل تربته الخصبة التي تحيط به.
يمدنا بالثروة السمكية التي تشتهر بها العديد من محافظات مصر، كما توفر مصدر رزق للكثير من الصيادين من خلال اصطياد السمك وبيعه.
يحتوي على الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة التي تساعد على إعطاء المظهر الجمالي والحضاري، فتجذب الكثير من السياح وتزدهر السياحة في مصر.
ساعد نهر النيل على حدوث التنوع الزراعي وتنوع المحاصيل المزروعة في مصر مثل: القمح، والقطن، وقصب السكر. مما أدى إلى تصدير مصر للفائض من هذه المحاصيل للخارج، ونهوض الاقتصاد المصري.
في نهاية حديثنا عن دور الطالب في حماية النيل من التلوث نوضح أن للدولة دور كبير في تفاقم مشكلة تلوث النيل، حيث أن عدم توافر الإمكانيات المالية اللازمة لمواجهة تلوث النيل، بالإضافة إلى حدوث خلل في المحطات المستخدمة في معالجة مياه النيل نتيجة لعدم الاهتمام بصيانتها، والاستخدام غير الصحيح لها نتيجة غياب الخبرة، كل ذلك لابد من وضع حلول عملية له للحد من التلوث.
